شعر وليد الكيلاني
إني احيي الناصرة بلد الأباة الثائره
بلد التآلف والتكاتف والقلوب الطاهره
وهي العروسة في الجليل بها الروابي الزاهره
ولها مع التاريخ أمجاد وأطيب ذاكره
فبأرضها ترك المسيح على الربوع مآثره
توفيق زياد بها ذكراه دوما عاطره
وبها النساء مع الرجال جهودهم متضافره
وبها الكنائس والمساجد قد علت متجاوره
والمسلمون مع النصارى وحدة متآزره
هي من فلسطين الأبية بالأصول مفاخره
لا ترتضي بالظلم ما ركعت بيوم صاغره
فإذا اشتكى أبناؤها خرجت بألف مظاهره
من صلبها قد أخرجت للعالمين عباقره
ما ضاع حق خلفه شعب قواه ساهره
وإذا توحدت الشعوب تكون حتما قادره
كم مر في هذي الديارمع الجيوش أباطره
لكنها رجعت كما جاءت تهرول خاسره
إن العروبة في الجليل هوية لا ظاهره
أنتم خلقتم هاهنا منذ العصور الغابره
من زور التاريخ يفني بالضلال محابره
فالأرض لا زالت بها كل الشواهد حاضره
والشعب هذا لن يموت فإن فيه جبابره
يا من تحكم في الورى فكر بيوم الآخره
فالظلم حتما زائل والأرض دوما دائره
والليل مهما طال نشهد في النهاية آخره
كل الطغاة بدورهم أخذوا كروت مغادره
إن السلام هو الطريق وتدركون مخاطره
دعوى السلام بدون صدق حيلة ومناورة
والسلم إن يأتي بدون العدل شر مبادرة
والعدل بين الناس يفتح للسلام معابره
من ظن أن الأرض ثابتة وثبت حافره
تأتي اليه الريح في يوم وتقطع دابره
وسيقهر المظلوم في يوم التحرر قاهره
لا تيأسوا فالله لن ينسى القلوب الصابره
يا من يحج الى الجليل لكي يكحل ناظره
لا بد يأسرك الجليل إذا شهدت مناظره
وطن الفصول جميعها حلم الليالي الساهره
بسهوله وجباله لوحات خلد نادره
سكب الربيع بأرضه حللا وصاغ جواهره
من دفء شمس الحب مع دفق الليالي الماطره
أنا شاعر قد جاء يسعى للديار العامره
قد زاره فيض القوافي يستفز خواطره
غنى لكم من قلبه أشعاره ومشاعره
من إسمها ونضالها إني عشقت الناصره
أرض المحبة والندى أرض الربوع الساحره
Leave a Reply